اكلت يوم اكل الثور الابيض
يحكى ان في الغابة الغناء البعيدة كان هناك ثلاثة ثيران اصداقاء ثورٌ اسود و ثورٌ احمر و ثورٌ ابيض. يأكلون من حشائش الارض بامان .
و لكن كان هناك اسد بغيض يتربص لهذه الثيران. و قد كان كلما رأى الثيران السمينة ازدادت شهيته. فقرر اصطياد احدهم. اغتنم الاسد فرصة غفلة الثيران فاغار عليهم بقوة، و حاول ان يمسك احدهم، الا ان النطحات اخذته من كل جنب و صوب، فهرب و هو يتعصره الالم و الحسرة. بعد مدة عاد الاسد ليغير ثانيةً الا انه رد خائبا كالمرة الاولى. لملم الاسد جراحة و قرر ان لا سبيل لمهاجمتهم فهم اكثر عددا و اقوى منه
لكن مهلا، اقترب الاسد من الثيران و قال اغفروا لي ما بدا مني و ارجوا ان تقبلوني صديقا لكم . وافق الثيران الثلاثة و بقي الثيران والاسد اصدقاء لفترة ما لاحظ الاسد من خلالها ان الثور الابيض هو قائد تلك المجموعة و انه هو من يحذرهم من الاخطار. لذلك فكر الاسد بطريقة للتخلص منه.
وفي يوم ما ذهب الثور الابيض لشرب الماء من الجدول فاقترب الاسد من الثوران الاحمر و الاسود وقال لهما انظرا الى ذلك الثور انه يدعي القيادة و القوة وانه لا يميزه شيء عنا الا لونه الابيض انه مغتر جدا بلونه و نحن ثلاثتنا بالوان متقاربة فلم يصادقنا شخص غريب لونه دعوني اخلصكم من سطوته و من غروره المتزايد. وافق الثوران فتفرد الاسد بالثور الابيض فاكله .
مرت الايام ثم عاد الاسد الى الثور الاحمر فقال له اننا صديقين حميمين بينما ذلك الثور الاسود بغيض لونه و مختلف عنا و ان لونه كريه و يشعرنا بالاشمئزاز، دعني اتخلص منه فوافق الثور الاحمر. فاكل الاسد الثور الاسود.
عاد الاسد الى الثور الاحمر يريد اكله فتصنم الثور الاحمر دون حراك و دون اصدقاءه الذين كنا يساعدانه و لم يستطع مقاومة الاسد فقال اكلت يوم اكل الثور الابيض
و هكذا عرف الاسد ان الوحدة هو سر قوة الثيران بينما غفل الثيران عن ذلك و اعتقد كل واحد منهم بان قوته هي من تنقذ الباقين و ليس الوحدة